الأحد، ٢٧ مايو ٢٠٠٧

مرايا ووجوه


هل سبق ونظرتم داخل مرآة نفوسكم؟ انه اختبار صعب لايقدر عليه الا من يستطيع مواجهة هذا العالم بكل ما يحمله من صراعات وظلام ومخاوف
فى محاولاتى للبحث عن وجهى الحقيقى -الذى ضاع بين كم هائل من الاقنعة التى امتلكها واشهرها فى وجه من اريد وقتما اريد- اكتشفت انى لا اجده او فلنقل نسيت ملامحه
وجدت اقنعة لم اعرف ان كنت قد ارتديتها من قبل ام اجهزها لحينها اقنعة اعتدت على بعضها وكرهت الاخر
هذا القناع اعرفه جيدا انه قناع ضعفى وطيبتى امام من احب هذا القناع اعتز به كثيرا الا انه طالما ارهقنى وهمشنى جعل منى ظلا للاخرين فلا اظهر ابدا تحت الاضواء جعلنى دائما اتحمل الخطأ واحمل نفسى فوق طاقتها
وما هذا القناع؟ انه بغيض اكرهه واتمنى ان ألقيه فى اقرب سله مهملات قناع الزيف والنفاق وكم ألبسه انا وغيرى فى سباق طموحاتنا التى لا نهاية لها ولكنه يجعلنى بعد ذلك اشعر بالاشمئزاز منى وممن حولى ورغم ذلك فانى لا استخدمه كثيرا فلا اعتقد انه وجهى الحقيقى والا كنت انسانه منفرة
قناع ثالث وما اكثرهم !! قناع العيب والحرام قناع بلى من كثر استعماله فى زمن لا يستخدم هذا القناع الا المتأخرون غير مواكبى التقدم والعولمة وحتى هذا القناع احاول الا البسه كثيرا حتى لا اوصف بالتخلف والرجعيه
وهذا القناع الملقى فى اخر الحجرة قناع الرومانسية وقد نالنى منه ما كفانى فليبقى بعيدا
قناع دست عليه بقدمى انه قناع اليأس واظن انى فعلت الصواب فاذا اردت ان اصل لوجهى الحقيقى لابد ان ابعد قناع اليأس عنى
لقد تعبت من كثرة البحث وعناء رؤية كل تلك الاقنعة والان يبقى السؤال هل مازلت احتفظ بوجهى الحقيقى ام اننى فقدته الى الابد؟ هل وجهى الحقيقى مكون من كل تلك الاقنعة معا فلا يمكننى ان البسها منفصله؟
هل انا وحدى التى يجب ان تبحث عن وجهها الحقيقى ام ان العالم من حولى ايضاً يلبس اقنعة ؟
واخيرا الى كل من يهمه الامر فقد وجهى الحقيقى من يجده له عندى مكافأة مجزية


الجمعة، ٤ مايو ٢٠٠٧

الانتظار


كانت تقف كعادتها فى انتظار الحافله التى ستقلها الى العمل. تائهة نظراتها بين الطريق وساعتها والمارة وجوهاً ربما تعرف بعضها وتجهل البعض

تدق الساعة الثامنة ومازالت الحافلة ليس لها اى اثر، أخذت الافكار تتزاحم فى خطاهرها وتذكرت أول لقاء لهما كان لقاء عابر ربما لم يستمر إلا دقائق معدوده ولكنها ستظل طوال حياتها تتذكره، لا تعرف لماذا تخيلته فارس من فرسان العصور الوسطى يستل سيفه ليواجهه معها كل الصعوبات

تدق الساعه الثامنة والنصف تتذكر الحافلة التى لم تأتى بعد ولكنها لم تشغل بالها كثيراً بأسباب تأخرها، فقد كان خاطرها مشغول بتذكر كل تفاصيل ملامحه وكأنها تريد ان تحفر هذه التفاصيل على جدران قلبها، بينما هى شارده الذهن فإذا بيد وهنة تطرق على كتفها طرقاً خفيفاً لتخرجا من شرودها وتعيدها إلى مكانها

نظرت فوجدتها سيدة عجوز تظهر آثار تجاربها فى الحياة على وجهها، تحنى هموم الزمان ظهرها، تلبس جلباب اسود وعلى رأسها شال اسود يظهر التاج الابيض من تحته وعلى ذقنها وشم كالذى تدقه سيدات الصعيد

تعجبت ولكنها قالت فى نفسها ربما تريد ان تسألنى على الطريق، لم تتركها السيده العجوز تتساءل كثيراً وسألتها: أقرأ لكى الكف يا صغيرتى إنى اجيد قراءة الكف ولى فى هذا المجال خبرة كبيرة، جعلت تزين لها قراءة الكف، وهى التى لا تؤمن بمثل تلك الخرافات، ولكنها قالت: لا ضير ان اجرب فهى مجرد لعبة لا يمكن ان آخذها على محمل الجد ، وأعطتها كفها فى قلق وخوف

دقت الساعة التاسعة نظرت السيدة العجوز فى خطوط الكف وارتسمت على وجهها علامات الجد والتعجب، وقالت : انتى يا بنيتى تحبين ولكنك تنتظرين فى المحطة الخاطئة إن الحافلة التى تنتظرينها لن تمر من هنا، إما ان تلحقى بها وإلا ستندمين لانتظارك دون جدوى، فالحب يا صغيرتى لا يأتى إلينا بل يجب ان نسعى له نحن

مرت الساعات وهى تسترجع كلمات قارئة الكف مرات ومرات ولم تدرك ان الحافله لم تأتى بعد